الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رسالة الى المترشحين الى الرئاسة والى مجلس النواب...درس من سوريا.. بقلم الاستاذ عفيف البوني

نشر في  21 أوت 2019  (13:39)

بقلم الاستاذ عفيف البوني

ذكر لي العميد الركن والخبير اﻻستراتيجي د.هيثم الكيلاني (سوريا)، وكان زميلي في مجلة "شؤون عربية" انه لما كان ملحقا بوفد سوريا الذي وقع اتفاق وحدة 1958 مع مصر، قال رئيس سوريا شكري القوتلي لجمال عبد الناصر:

"يا ريس، كل السوريين هم سياسيون، كل واحد سوري من بين اثنين يعتبر نفسه زعيما، وكل سوري من بين أربعة يعتبر نفسه نبيا، وكل كل واحد من عشرة سوريين، يعتقد انه إﻻه، وها انني اسلمك قيادة هذا الشعب".
ونحن نعرف ما حصل في سوريا منذ ذلك الزمان والى اﻵن، ومن بين اسباب ذلك تضخم اﻷنانية في الفرد الى حد الشعور بجنون العظمة، ويكاد هذا النوع من المرضأي الزعاماتية، ان يصيب كل عربي، وفي هذا ذكر لي اﻻستاذ ميشيل عفلق
انه عندما تورط البعثيون في كسب العسكريين، تعسكر الحزب وصار كل رفيق يقود دبابة، يحلم ان يصبح قائدا للجيش ليقوم بانقلاب ويصبح رئيسا. وحال سوريا اﻵن ومنذ عقود معلومة.
تذكرت ما ذكرت وانا اشهد هذا العدد الكبير من المترشحين للرئاسة ولمجلس النواب، خصوصا غير المؤهلين او الفضوليين، هذه الترشحات ظاهرة افرزها دستور وقانون، وضعهما هواة غير مؤهلين، وبهما خلقوا أطماعا وطامعين في الزعامة، بغض الطرف عن الحق المشروع للمواطن المؤهل في الترشح.

وهذه الكثرة تضلل الناخبين وتفوّت عليهم اﻻختيار الصائب، خصوصا وانهم يصوتون ﻷشخاص وأحزاب في الغالب بلا برامج، او هم من الذين اوصلوا بلادنا للإفلاس، اوفي عهدهم بالحكم ، صارت تونس مصدرّة للارهابيين باﻵلف واقتصادها يتحكم فيه المهربون والخارجون عن القانون.
رسالتي هذه، اتوجه بها الى المترشحين الوطنيين والعقلانيين بأن يفكروا وبأن يتباحثوا وان يعطوا المثل للشعب التونسي في انهم في خدمته ﻻ في خدمة انفسهم، عبر حصر الترشحات في عدد قليل ممن يمكن وصفهم بانهم أهل للمسؤولية.